الأمين العام للاتحاد: "إبادة غزة
جوعًا بصمت دولي مخزٍ.. وانتهاك سيادة قطر مرفوض ومدان"
يدين الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
الدكتور علي محمد الصلابي، ما تعانيه غزة من تهميش صارخ وتحولها إلى
"نسي منسي" في حسابات بعض القوى الإقليمية والدولية، مؤكدًا أن
"حسابات الله لا تغفل المظلومين"، محذرًا من أن "من خذل غزة ستمضي
فيه سنة الله عدلاً ومكرًا".
ويُشير إلى أن المشهد السياسي الراهن يعكس هشاشة النخب
العربية وضياع البوصلة وتفتت المشروع الحضاري الجامع، قائلاً: "أحداث
الطوفان لم تنته بعد، وقد جرفت معها دولًا وأحزابًا ونخبًا فقدت إنسانيتها، وعجزت
عن التماسك أو قول الحق".
وفي تعليقه على الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة
العديد الأمريكية في قطر، يؤكد الدكتور الصلابي رفضه وإدانته لهذا العمل
الذي يستهدف دولة كانت دومًا في الصفوف الأولى للدفاع عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية
الفلسطينية، دعمًا إعلاميًا وسياسيًا في المحافل الإقليمية والدولية.
ويضيف: "بينما تغرق بعض العواصم في الصمت، وقفت قطر
بصلابة إلى جانب الشعب الفلسطيني، داعيةً إلى خفض التوتر ووقف التصعيد حفاظًا على
أمن وسلامة المنطقة وشعوبها".
ويرى أن استهداف قطر في هذا التوقيت هو تجسيدٌ واضحٌ
لمحاولات التنكر للحق، ومعاقبة من وقف مع المظلومين، وهو ما أفقد إيران كثيرًا من
الدعم الشعبي والقيادي الذي كان يراها صوت العقل والحق.
ويختتم الأمين العام تصريحه بالدعاء لأهل غزة، قائلاً: "غزة
يا الله، انقطع رجاؤهم إلا منك، وخاب ظنهم إلا بك، اللهم فرّج همّهم، واجبر
مصابهم، لقد طالت الغمة، واشتدت المحنة، وعظم البلاء، فكن لهم يا أرحم
الراحمين".
وأشار كذلك إلى المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال
بحق المدنيين المنتظرين للمساعدات في غزة، واصفًا إياها بأنها فصل جديد من فصول
الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، متسائلًا: "أي جرم أكبر من قتل الجائع
وهو ينتظر رغيفًا؟ وأي سقوط أخلاقي أشنع من التواطؤ الدولي مع آلة القتل؟".
وشدد على أن استهداف الأبرياء بحثًا عن الغذاء هو وصمة
عار على جبين الصامتين، مؤكدًا أن "هذه الدماء الطاهرة لن تذهب سدى، وستُكتب
في سجل الظالمين والمتخاذلين، وستظل لعنة على كل من تخلى عن غزة أو ساهم في
تجويعها أو تبرير ذبحها".
واختتم بقوله: "غزة اليوم لا تنتظر بيانات شجب،
بل تنتظر أبطالاً يوقفون هذا الطوفان الدموي، ويعلّقون الجرس في وجه المعتدي. ومن
خذلها، ستنزل به سنة الله كما نزلت بمن سبقوه".
غزة تُباد
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يرتكب الاحتلال
الصهيوني بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير
والتهجير، متجاهلًا النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.
وقد أسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 187 ألف شهيد وجريح،
غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف
النازحين، ومجاعة حصدت أرواح كثيرين، بينهم أطفال، فضلًا عن دمار واسع في البنية
التحتية.
ويفرض الاحتلال حصارًا خانقًا على غزة منذ 18 عامًا،
ما أدى إلى تشريد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون بعد تدمير
منازلهم في هذه الحرب الإجرامية.
(المصدر: الاتحاد + عربي21)