رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يشارك في افتتاح كلية الشيخ محمود
أفندي وحفل تخريج طلابها في طرابزون
في مشهد
مهيب يعبّر عن امتداد العلم والرسالة، شارك فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوم السبت 5 يوليو الجاري، في
افتتاح "كلية الشيخ محمود أفندي – رحمه الله"، بمدينة
"أوف" بولاية طرابزون التركية، تلبيةً لدعوة كريمة من القائمين
على هذا المشروع العلمي المبارك.
شارك في
الفعالية عدد من العلماء والدعاة، في مقدّمتهم الشيخ صالح توبجي الإمام
والخطيب بجامع شيخ الإسلام إسماعيل آغا في إسطنبول - والمؤسس والمشرف العام على
الكلية، إلى جانب نخبة من المربين والعلماء المهتمين بالعلم الشرعي وتزكية
النفس.
وتزامنًا
مع افتتاح الكلية، أقيم حفل تخريج دفعة من طلاب الكلية بلغ عددهم 70
طالبًا، ممن تلقوا تعليمهم على يد كوكبة من العلماء، تحت إشراف الشيخ صالح
توبجي.
وتأتي
هذه الخطوة استكمالًا للمسيرة العلمية التي أرسى معالمها الإمام الرباني محمود
أفندي رحمه الله، وإحياءً لرسالته في نشر العلم وخدمة الشريعة.
استقبال حافل وتقدير متبادل
حظي
فضيلة رئيس الاتحاد لدى وصوله إلى موقع الكلية باستقبال حار يعكس المكانة الرفيعة
التي يحظى بها فضيلته في أوساط العلماء والدعاة، خصوصًا لدى "وقف إسماعيل
آغا"، حيث يجمعهم الاحترام المتبادل والرسالة المشتركة.
وقفٌ يربط الحاضر بجذور الحضارة
وفي
تغريدة عبر منصة إكس (تويتر سابقًا)، قال الشيخ القره داغي: "ذا الوقف
المبارك الذي أسّسه العالِم العامل إسماعيل آغى رحمه الله، ثم نهض به الشيخ
الرباني محمود أفندي، وتابعه تلميذه الشيخ حسن أفندي، ويُشرف عليه اليوم الشيخ
فكرت، ويقوده علميًا الشيخ صالح… هو ليس مجرد مؤسسة، بل امتدادٌ لروح الوقف
الإسلامي، يغذّي الأمة بالعلم والقرآن ويربط حاضرها بجذور حضارتها".
وأوضح
فضيلته أن الكلية والمركز الداخلي الجديد، إلى جانب الجامع، ليست أبنية من حجر، بل
"حصون من نور ومحاضن للتجديد العلمي المرتبط بالسند والعلم الشرعي المتصل
بالعمل".
العلم حين يكون وقفًا لله
وتحدث
القره داغي عن دور الوقف في إحياء الأمة، مشددًا على أن العلم إذا كان
وقفًا لله، لا وظيفةً ولا شهرة، أصبح علمًا نقيًا يخدم الأمة ويجدد إيمانها.
وأضاف: "إن
فكرة العِلم الوقفي هي رؤية استراتيجية تنهض بالأمة حين يتحرر العلم من سلطة المال
والسياسة، ويصير خالصًا لله، يُعلّم ويُربي ويُزكّي".
وفي معرض
تساؤله عن سرّ بقاء مثل هذه المؤسسات واستمراريتها، أجاب الشيخ القره داغي:
1- الإخلاص في النية: فمن
أخلص لله حفظ الله له علمه وأدام رسالته.
2- التشارك المجتمعي: إذ
ينبغي أن يشعر المجتمع أن الوقف وقفه، والمدرسة مدرسته، والمسؤولية جماعية لا
فردية.؟
نموذج يُحتذى به
اختتم
فضيلته كلمته بالإشادة بما شاهده في مدينة "أوف"، واصفًا إياه
بـ"النموذج الذي يُحتذى" في تواصل الأجيال، وحدة العلماء، وصدق النية،
وحسن الإدارة، والتكامل بين العمق الروحي والتنظيم.
وفي ختام
زيارته، دعا الله تعالى أن يُبارك في هذه الخطوة المباركة، وأن يجعلها في ميزان
الإمام الراحل محمود أفندي وتلامذته، وأن يُبارك في الأرض التي تنبت رجالًا من
نور، وعلمًا من صدق، وأوقافًا من رحمة.
(المصدر:
الاتحاد + التواصل الاجتماعي)