تابع الإتحاد العالمي
لعلماء المسلمين بقلق بالغ التصريحات الخطيرة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني،
بنيامين نتانياهو، أعلن فيها تبنيه لما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، واعتبر
نفسه في "مهمة تاريخية وروحية" تتجاوز حدود الأجيال. إن هذه الكلمات
ليست مجرد شعارات، بل هي إعلان صريح عن مشروع استعماري توسعي يستهدف الدول العربية
والأمة الإسلامية كلها، أرضًا وشعوبًا ومقدسات.
إن المسألة لم تعد قضية غزة وحدها، ولا فلسطين وحدها،
بل قضية وجودنا جميعًا. لقد صار الخطر معلنًا على لسان المسؤول الأول في هذا
الكيان واليوم، تتجلى الحقيقة بلا مواربة: غزة تقف متقدمة الصفوف، تحمي الأمة
بدمائها وأشلاء أطفالها، وتدفع الثمن نيابة عن كل مسلم.
ويؤكد الاتحاد ما يلي:
أولاً: أن تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل
الكبرى" تكشف عن مشروع استعماري خطير يستهدف الأمة الإسلامية بأسرها،
وأن غزة اليوم تقف درعًا للأمة، تتحمل عبء المواجهة وتدفع الثمن نيابة عن
كل مسلم.
ثانياً: أن الصمت العربي والإسلامي المتكرر، بل التعاون
معه شجع الاحتلال على التمادي في عدوانه، وجعل الشعب الفلسطيني وحيدًا أمام آلة
القتل والدمار.
ثالثاً: يدعو الاتحاد قادة الأمة إلى
تجاوز خلافاتهم، وتحقيق وحدة صادقة لحماية أنفسهم، والعلماء والمفكرين إلى
إيقاظ الهمم بالكلمة الصادقة والموقف الجريء، والشعوب الإسلامية إلى القيام
بواجبها في الدعم المادي والمعنوي، والمجتمع الدولي إلى التحرك
الفوري قبل أن يسجل التاريخ تواطؤه بصمته عن جريمة العصر.
رابعاً: يرفض الاتحاد كل أشكال التطبيع مع
الاحتلال، ويعتبره دعمًا مباشرًا لمشاريعه العدوانية، ويؤكد أن الحل يكمن
في وحدة الأمة الإسلامية ووقوفها مع أبطال غزة، ودعمهم بجميع الوسائل
المشروعة، وقطع جميع العلاقات مع الاحتلال.
خامساً: يهيب الاتحاد بالأمة للاستعداد الكامل لمواجهة أي
مخططات توسعية، مؤكدًا أن التمسك بالوحدة والعمل المشترك هو السبيل لوقف طموحات
الكيان التوسعية، واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحماية القدس من
التهويد والاعتداء.
وفي الختام يذكّر الاتحاد الأمة بأن الله تعالى بين لنا طريق النصر والنجاة
..فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ
تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (*) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ
خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (*) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ
طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (*) وَأُخْرَىٰ
تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [سورة
الصف: 10 – 13].
وبقول الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ﴾ [النساء: 75].
ويقول الله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا
تَفَرَّقُوا﴾ [آل عمران: 103]، فالوحدة اليوم ليست ترفًا، بل صمام أمان وشرط
بقاء. والله غالب على أمره.
الدوحة: ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ
الموافق: 16 أغسطس 2025م
د. علي محمد
الصلّابي
أ.
د. علي محيي الدين القره داغي
الأمين
العام
الرئيس