ملتقى علمي دولي
بالجزائر يناقش خصوصية القرآن اللغوية ودوره في ترسيخ قيم التعايش
الجزائر: احتضن فندق
أولمبيك بالعاصمة الجزائر، يوم الأربعاء 14 مايو الجاري، أشغال ملتقى علمي
دولي نظمه المجلس الأعلى للغة العربية بعنوان: "القرآن
الكريم في علوم الإنسان بين القاعدة اللغوية والخصوصية القرآنية"،
بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من جامعات جزائرية، إضافة إلى ممثلين من
عدة دول عربية وإسلامية، بينها قطر، السودان، السعودية، العراق، تركيا، النيجر،
مصر، وليبيا.
🔹دراسة اللسانيات والبلاغة في النص القرآني
جاء تنظيم الملتقى تزامنًا مع اليوم
العالمي للعيش معًا في سلام، وخصص لمناقشة الجوانب اللسانية والبلاغية والدلالية
في النص القرآني، وتأثيره العميق في نشأة وتطور علوم اللغة العربية، إلى جانب دوره
في ترسيخ قيم التعايش والتسامح بين الشعوب.
رئيس الملتقى الدكتور محمد حرّاث، كشف
عن قبول اللجنة العلمية لـ39 مداخلة بحثية من داخل وخارج الجزائر، مؤكداً أن
الملتقى يسلط الضوء على الصلة الخاصة بين اللغة وعلومها، وبين القرآن الكريم
وخصوصيته في مجالات متعددة مثل الصوت والصرف والنحو، والبلاغة والدلالة والمعنى.
🔹القرآن الكريم أساس علوم اللغة
وفي كلمته الافتتاحية، أكد عميد جامع
الجزائر، الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني، أن القرآن نزل بلسان عربي مبين يمتاز
بخصوصية في الصيغ والتراكيب والأسلوب البياني، مضيفاً أن القرآن لم يقتصر على
الجوانب العقائدية والأخلاقية، بل أسهم بفعالية في حفظ اللغة العربية وتطوير
علومها.
وأشار القاسمي إلى أن الربط بين
الخصوصية اللغوية للنص القرآني والقيم الإنسانية يبرز دقة القرآن في ترسيخ مفاهيم
التعايش. واستشهد بتجربة الأمير عبد القادر في تجسيد قيم التسامح والعيش المشترك،
انطلاقًا من فهم عميق لروح الإسلام.
🔹إعجاز لغوي ومعرفي
من جانبه، تطرق رئيس جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين، الشيخ عبد الحليم قابة، إلى أوجه الإعجاز في القرآن الكريم،
مؤكدًا تأثير تلاوته حتى على من لا يفهمون العربية، بالإضافة إلى تميز المصطلحات
القرآنية عن معانيها اللغوية الاعتيادية. ودعا إلى المزيد من الأبحاث المتخصصة حول
العلاقة بين القاعدة اللغوية والتراكيب القرآنية.
🔹دعوة إلى استثمار العلوم الحديثة
أعلن رئيس المجلس الأعلى للغة العربية،
الدكتور صالح بلعيد، عن إصدار كتاب يضم مداخلات الملتقى، بالإضافة إلى إصدار
مدونتين جديدتين حول المجلة الإفريقية ومجلة أول نوفمبر. وأكد بلعيد أن القرآن
الكريم "بحر لا ينضب" ويمثل منبعًا للمعرفة، داعيًا إلى استثمار العلوم
الحديثة مثل علم النفس المعرفي واللسانيات الحاسوبية في دراسة النص القرآني.
كما اقترح ربط تخصصات اللغة العربية
بالدراسات القرآنية، وابتكار أنماط تعبيرية معاصرة كالبودكاست القرآني وتطبيقات
الذكاء الاصطناعي، بما يساهم في تعزيز البحث في مجالات الإعجاز والمعاني المتعددة
للألفاظ القرآنية.
🔹تكريم علمي وورشات تخصصية
تخلل الملتقى تكريم أربعة أساتذة
بارزين هم: رشيد بن مالك، عبد المجيد قدي، رابح دوب، وهشام قارة. كما تم تقديم
جلستين علميتين وورشتين تخصصيتين تناولتا أبعاد العلاقة بين القرآن الكريم وعلوم
الإنسان من زوايا لغوية ومعرفية متعددة.
(المصدر: مواقع إخبارية)