نواكشوط.. القره داغي يطلق نداء العلماء لمواجهة الإلحاد والتفكك ويقدم رؤى
للاجتهاد العصري
ضمن زيارته الرسمية للجمهورية الإسلامية
الموريتانية، شارك فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره
داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في سلسلة من الفعاليات العلمية
والفكرية والتنموية، تهدف إلى دعم العمل الخيري والتوعوي، ومواجهة التحديات التي
تواجه الأمة الإسلامية.
ندوة حول الإشكالات الفقهية والمصرفية
في صباح يوم الجمعة 23 مايو، قدم فضيلته ندوة بعنوان: "الإشكالات الفقهية والصعوبات الفنية المصرفية
وآليات تجاوزها"، نظمتها شركة الموريتانية للمحاسبة الإسلامية
والزكاة والمعاملات المالية (ميزان) في أحد فنادق العاصمة نواكشوط.
وقد تناولت الندوة التحديات الفقهية والعملية التي تواجه العمل المصرفي
الإسلامي، وسُبل تطويره وفق الضوابط الشرعية والمعايير الحديثة، مع التركيز على
آليات تطبيق هذه الحلول في الواقع العملي.
تجدر الإشارة إلى أن مؤسسة (ميزان) تعنى بحسابات الزكاة وإخراجها، وتأهيل
الكوادر في مجالات الزكاة والأوقاف، إلى جانب إعداد البحوث والدراسات الشرعية
والاقتصادية والمحاسبية المتعلقة بها.
دعوة لمواجهة التحديات الكبرى للأمة
وفي خطبة الجمعة وإمامة المصلين، تحدث فضيلة الدكتور القره داغي عن واقع
الأمة الإسلامية، مؤكدًا أنها أمة الخير بشهادة الوحي الكريم: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: 110]، لكن هذه الخيرية مشروطة بالقيام بالواجبات: الأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله، ومواجهة تحديات داخلية وخارجية جسيمة
تتطلب تضافر جهود الحُكّام، والعلماء، والمفكرين، والإعلاميين.
وأشار إلى أخطر هذه التحديات، ومنها:
* الغزو الثقافي والإلحادي الذي يُستهدف به شباب الأمة عبر وسائل التواصل
الاجتماعي.
* هجمات ممنهجة على الأسرة عبر استهداف مؤسسة الزواج وزيادة نسب الطلاق،
بالإضافة إلى مواجهة نشر فكر الجندرة والمثلية.
* التفرقة والانقسامات بين أبناء الأمة على مستوى الدول والحكومات والشعوب.
* التحديات العلمية والاقتصادية، مثل التخلف، الفقر، البطالة، والمجاعة.
وشدد على أن مسؤولية مواجهة هذه التحديات تقع على عاتق الجميع، حُكّامًا
وعلماءً، لضمان عودة الأمة إلى مكانتها التي شرعها الله لها.
محاضرة حول مهارات الاجتهاد المعاصر
وفي مساء اليوم ذاته، ألقى فضيلته محاضرة علمية بعنوان: "مهارات
الاجتهاد المعاصر"، نظّمها قسم الدراسات العليا بمركز تكوين العلماء،
حيث استعرض فيها أهمية الاجتهاد المتجدد والمنضبط، وأكد على ضرورة تمكين العلماء
من مهارات العصر لمواجهة مستجدات الواقع، مع الحفاظ على ثوابت الشريعة وأصولها.
(المصدر: المكتب الإعلامي)