مظاهرة مليونية في ولاية بيهار الهندية
رفضًا لقانون يُهدد أوقاف المسلمين ومقدساتهم
في مشهد غير مسبوق منذ سنوات، شهدت ساحة "غاندي
ميدان" التاريخية في مدينة باتنا، عاصمة ولاية بيهار الهندية، السبت،
توافد مئات الآلاف من المسلمين في مظاهرة حاشدة، رفضًا لقانون "إدارة
الوقف 2025" الذي دخل حيز التنفيذ مطلع العام الجاري.
رفض شعبي لقانون يُهدد
هوية المسلمين وأملاكهم الوقفية
المحتجون اعتبروا القانون غطاءً قانونيًا للاستيلاء على الأوقاف
الإسلامية وهدم المساجد والمقابر والمدارس الدينية، خاصة في المناطق الريفية
التي تفتقر إلى وثائق ملكية رسمية تعود لمئات السنين. ورفع المتظاهرون لافتات كتب
عليها: "احموا أوقافنا" و"أوقفوا الهدم"، وسط هتافات غاضبة
وابتهالات جماعية.
قيادات إسلامية تحذر: لن
نصمت بعد اليوم
قال أحمد ولي فيصل رحماني، رئيس مؤسسة "إمارة
الشريعة" وأحد منظمي الاحتجاج، في كلمته أمام الحشود: "هذه المظاهرة
تمثل نقطة تحول، ورسالة قوية مفادها أننا لن نصمت بعد اليوم".
وأضاف في تصريحات خاصة: "القانون شُرّع بنوايا
سيئة، ويُستخدم اليوم للاستيلاء على المقابر في القرى وهدم المدارس الدينية في
المدن".
شهادات من عمق المعاناة
خورشيد علي، أحد المشاركين القادمين من القرى النائية،
قال: "هذا القانون يُرعبنا. لدينا مساجد ومقابر قديمة بلا وثائق ملكية.. كيف
نُثبت ملكيتنا لأراضٍ توارثناها عبر أجيال؟".
أما محمد رستم علي، فوجه رسالة مباشرة للحكومة الهندية:
"لن نبقى صامتين. إذا لم يتحقق العدل، فلن نصمت كما لم نصمت في الماضي".
قانون مثير للجدل
وصلاحيات غير مسبوقة
القانون الجديد، الذي يحمل اسم "قانون الإدارة
الموحدة وتعزيز كفاءة وتطوير الوقف"، يمنح الحكومة الهندية صلاحيات
رقابية واسعة على الأوقاف الإسلامية، بما في ذلك تعيين غير المسلمين في مجالس
إدارتها، وهو ما أثار قلقًا واسعًا لدى المسلمين في الهند.
ورغم الطعون المقدمة أمام المحكمة العليا، بدأت السلطات
بالفعل بتنفيذ القانون، ما أدى إلى إزالة عدد من المساجد والمدارس الدينية، وفقًا
لناشطين.
أوقاف المسلمين في
الهند.. ثروة ضخمة في مهب الخطر
تُعد الهند الدولة التي تضم أكبر عدد من الممتلكات
الوقفية في العالم، حيث يقدر عدد العقارات الوقفية بأكثر من 872 ألف عقار،
بقيمة سوقية تتجاوز 14.2 مليار دولار، ويعيش فيها أكثر من 200 مليون
مسلم.
(المصدر: الجزيرة مباشر)