البحث

التفاصيل

دور الشباب في حركة الدعوة الإسلامية: رؤية فكرية ونفسية ودعوية

الرابط المختصر :

دور الشباب في حركة الدعوة الإسلامية: رؤية فكرية ونفسية ودعوية

جمع واعداد: أ. د. جمال لطيف حسين

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

*المقدمة*

الشباب هم عماد أي أمة وقوة دفعها نحو التغيير والنهضة، وفي التاريخ الإسلامي، كان الشباب دائمًا في صدارة حملة الرسالة والدعوة إلى الله. فهم يمتلكون طاقةً بدنيةً وعقليةً ونفسيةً تؤهلهم لتحمل أعباء الدعوة ومواجهة التحديات. هذا المقال يستعرض دور الشباب في حركة الدعوة الإسلامية من عدة زوايا: *فكريًا* من حيث المنهج الشرعي، *ونفسيًا* من حيث الدوافع والطاقات، *ودعويًا* من حيث الأساليب والتأثير.

*أولاً: الأساس الفكري لدور الشباب في الدعوة الإسلامية*

1. النصوص الشرعية المؤسِّسة

- ذكر القرآن الكريم نماذج شبابية مؤثرة مثل *أصحاب الكهف* الذين وصفهم الله تعالى: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى} [الكهف: 13].

وهؤلاء الفتية ضربوا أروع الأمثلة في الثبات على الحق رغم ضغوط الطغاة.

- النبي يوسف عليه السلام، الذي واجه الفتنة بالصبر والثبات، وهو شاب: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33].

2. السنة النبوية والتوجيه العملي

- النبي ﷺ كان يولي الشباب اهتمامًا خاصًا، مثل *أسامة بن زيد* الذي ولاه قيادة الجيش وهو في الثامنة عشرة.

- حديث *"سبعة يظلهم الله في ظله..."* ومنهم *"شاب نشأ في طاعة الله"* [رواه البخاري ومسلم].

3. نماذج تاريخية رائدة

- *مصعب بن عمير* كان سفير الإسلام الأول إلى المدينة، وهو شاب.

- *علي بن أبي طالب* دخل الإسلام في العاشرة من عمره وكان من أبرز الدعاة.

ثانيًا: الجانب النفسي والطاقات الشبابية في الدعوة

1. الخصائص النفسية للشباب

- *الحماسة والطاقة*: يتميز الشباب بقدرتهم على العمل الدؤوب والتضحية، مما يجعلهم عنصرًا فاعلًا في التغيير.

- *التكيف مع المستجدات*: قدرتهم على التعلم السريع واستخدام الوسائل الحديثة (مثل وسائل التواصل) في الدعوة.

2. التحديات النفسية التي تواجه الشباب الدعاة

- *الفراغ الروحي* في عصر العولمة قد يؤدي إلى الانحراف عن المسار الدعوي.

- *ضغوط المجتمع المادي* التي قد تصرف الشباب عن الالتزام بالدعوة، كما يشير الدكتور عبد الله ناصح علوان في كتابه *"دور الشباب في حمل رسالة الإسلام"*.

3. كيفية تعزيز الصمود النفسي

- *التربية الإيمانية*: كما فعل النبي ﷺ مع الشباب، حيث كان يعلمهم التوكل على الله والصبر.

- *التوجيه الإيجابي*: مثل قصة الشاب الذي طلب الإذن بالزنا، فوجهه النبي ﷺ بأسلوب حكيم.

ثالثًا: الجانب الدعوي: أساليب ووسائل فعالة للشباب

1. الدعوة بالقدوة

- الشباب المؤثر في أقرانه يكون *نموذجًا عمليًا* للإسلام، كما كان الصحابة يرون في النبي ﷺ القدوة الأولى.

2. استخدام الوسائل الحديثة

- *منصات التواصل الاجتماعي*: يمكن للشباب استثمارها في نشر المحتوى الهادف، كما تفعل العديد من الحركات الإسلامية المعاصرة.

- *الفنون الهادفة*: مثل الشعر الإسلامي الذي كان وسيلةً فعالةً في العصور الإسلامية لنشر القيم.

3. العمل المؤسسي والجماعي

- *التطوع في المؤسسات الدعوية: كما جاء في دراسة *"دور الشباب الجامعي في العمل التطوعي"** التي تؤكد أن المشاركة الجماعية تعزز تأثير الدعوة.

- *الحوار مع غير المسلمين: بتطبيق منهج {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: 125].

رابعًا: تحديات تواجه الشباب في الدعوة وكيفية التغلب عليها

1. التحديات الفكرية

- *الغزو الثقافي*: محاولات طمس الهوية الإسلامية عبر العولمة، مما يتطلب وعيًا شبابيًا عميقًا.

- *الشبهات الإلحادية: يحتاج الشباب إلى **التأهيل العلمي* لردها، كما فعل الإمام الشهيد حسن البنا في مواجهة الأفكار المستوردة.

2. التحديات التنظيمية

- *غياب التخطيط الاستراتيجي*: تحتاج الحركات الدعوية إلى إشراك الشباب في صنع القرار، كما فعلت جماعة الإخوان المسلمين في مصر.

الخاتمة: الشباب وصناعة المستقبل الدعوي

الشباب هم *قلب الأمة النابض*، وبدورهم الفاعل في الدعوة يمكن إعادة بناء المجتمعات الإسلامية على أسس راسخة. يحتاجون إلى:

1. *تأهيل علمي وعملي* مستمد من القرآن والسنة.

2. *دعم نفسي واجتماعي* لتعزيز صمودهم.

3. *توظيف طاقاتهم* في وسائل دعوية مبتكرة.

"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها"* (أبو داود)، ولعل الشباب الواعي هم من يحملون لواء هذا التجديد.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

- القرآن الكريم والسنة النبوية.

- كتاب "دور الشباب في حمل رسالة الإسلام" لعبد الله ناصح علوان.

- دراسات عن الحركات الإسلامية والتجديد الدعوي.

- أبحاث حول تأثير العولمة على الهوية الإسلامية.

- نماذج تاريخية من الصحابة والشباب الدعاة.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة


المرفقات

التالي
إعلان | الملتقى العلمي الدولي الثاني للأئمة – تركيا 2025
السابق
الحكومة البريطانية تمنع استشارة المجلس الإسلامي في تعريف الإسلاموفوبيا وتستشير جهات متهمة بمعاداة الإسلام

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع