رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يؤكد الدور
المحوري للقواعد القرآنية في تجديد الفكر الفقهي (فيديو)
انطلقت صباح الجمعة 18 يوليو 2025م، فعاليات الندوة
الدولية الأولى التي نظمها دار الفقهاء في وقف السلطان أحمد بمدينة إسطنبول،
في رحاب جامع السلطان أحمد الشهير (المسجد الأزرق)، تحت عنوان: "القواعد
الفقهية: مفاتيح تأصيلية وتصنيفية وبينية".
وشهدت الندوة مشاركة نخبة من العلماء والمفكرين
والأكاديميين والباحثين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، في ملتقى علمي رفيع يعنى بتجديد
النظر في القواعد الفقهية وتفعيلها ضمن البناء الفكري المعاصر.
وفي الجلسة الافتتاحية، ألقى فضيلة رئيس الاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين الشيخ أ.د/ علي محيي الدين القره داغي، كلمة رئيسية
بعنوان: "أهمية ودور القواعد القرآنية في توسيع دائرة الفكر والاستنباط
لدى العلماء"، حيث استعرض فضيلته دور القواعد القرآنية في تعزيز
ملكة الاجتهاد، وتطوير الفهم المقاصدي للنصوص الشرعية، مؤكداً أن هذه القواعد
تتجاوز الجانب التشريعي لتشمل مجالات الحياة المختلفة مثل القواعد السُّننية،
والكونية، والطبيعية، والنفسانية، والاجتماعية، والسياسية.
كما أبرز أن القواعد القرآنية تتجاوز 180 قاعدة
توجه المسلم في علاقته بخالقه ومجتمعه، مستشهداً بآيات محكمات وأحاديث نبوية
جامعة، موضحاً أن القرآن الكريم والسنة يشكلان منظومة قيمية متكاملة صالحة
لكل زمان ومكان.
وأشار فضيلته إلى مشروع علمي موسوعي يعمل عليه بعنوان: "التجديد
المنضبط لعلم أصول الفقه والفكر"، المتوقع صدوره في نحو عشرة مجلدات،
والذي يهدف إلى إحياء أصول الفقه بروح تجديدية تربط النص الشرعي بالواقع
المعاصر، معتمداً على القواعد القرآنية كأساس لبناء فكر فقهي أصيل ومستند إلى قيم
راسخة.
واختتم الشيخ دعاءه لأهل فلسطين وسوريا وعموم الأمة
الإسلامية، داعياً الله أن يفرج كربهم وينصرهم على من ظلمهم، مؤكداً أن الأمة
الإسلامية جسد واحد، وأن دعم المظلومين واجب شرعي لا يسقط بالتقادم.
ويستمر المؤتمر على مدى يومي الجمعة والسبت 18 – 19
يوليو الجاري، حيث يناقش المشاركون مجموعة من المحاور المهمة، منها: القواعد
والفنون الفقهية في ضوء التجاذبات والتشابكات، حركة التأليف بين المعرفة والتاريخ،
تراكم القواعد عبر المذاهب، إضافة إلى دراسة القواعد وعلاقتها بالفنون الفكرية
المختلفة.
(المصدر: الاتحاد)