تصاعد إخلاء المسلمين في آسام: تغيير ديموغرافي تحت غطاء القانون
نشر
موقع "تي آر تي وورلد" تقريرًا سلّط فيه الضوء على تصاعد حملات الإخلاء
القسري التي تستهدف المسلمين في ولاية آسام الهندية، في ظل تصريحات
مثيرة للجدل لرئيس وزراء الولاية، هيمانتا بيسوا سارما، والتي أثارت مخاوف من وجود
سياسة ممنهجة لتغيير ديموغرافي ذي طابع طائفي.
وأعاد
مقتل رجل مسلم برصاص الشرطة - خلال عملية إخلاء يوم الخميس - تسليط الضوء على
مواقف سارما العدائية تجاه المسلمين، إذ يُتهم منذ سنوات بقيادة سياسات تستهدف
الوجود الإسلامي في الولاية.
عمليات تهجير تحت غطاء "حماية الغابات"
أفاد
الموقع بأن شرطة آسام، بالتعاون مع إدارة الغابات، نفذت عملية إخلاء في منطقة
"غابة بايكان" المحمية بمقاطعة غولبارا، بدعوى طرد "متسللين غير
شرعيين" من بنغلاديش.
وأسفرت
العملية عن مقتل رجل مسلم على الأقل، وإصابة آخر بجروح خطيرة، إلى جانب عشرات
المصابين الذين نُقلوا إلى مستشفى في مدينة غواهاتي.
التوترات
تصاعدت عندما واجه السكان، وغالبيتهم من المسلمين الناطقين بالبنغالية، قوات
الإخلاء. ورغم التبريرات الرسمية التي تحدثت عن استعادة 140 هكتارًا من
أراضي الغابات، فإن العملية أدت فعليًا إلى تهجير نحو 1080 أسرة، معظمها من
المسلمين البنغاليين، الذين يؤكدون أنهم يقيمون في المنطقة منذ عقود قبل إعلانها
محمية.
سياسة "عدالة الجرافات"
يرى
التقرير أن ما يجري في آسام ليس استثناءً، بل جزء من نمط متكرر في عدة ولايات
هندية، حيث تُستخدم قوانين حماية الأراضي والغابات ذريعة لهدم منازل ومقدسات
المسلمين، فيما بات يُعرف محليًا بـ"عدالة الجرافات".
وفي
16 يونيو/حزيران الماضي، هدمت السلطات منازل نحو 690 عائلة مسلمة في منطقة
هاسيلابيل، قرب بلدة غولبارا، بدعوى "الاستيطان غير القانوني". كما قامت
في فبراير/شباط من العام الماضي بهدم مسجد تاريخي في نيودلهي، شُيّد قبل تأسيس
الدولة الهندية بزمن طويل، ضمن حملة إزالة اعتبرت المنطقة "غابة محمية".
تصريحات صادمة وتحريض علني
قال
سارما عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) إن عمليات الإخلاء ستستمر، مشددًا
على "حماية غاباتنا وحقوق الشعوب الأصلية، ومواصلة الحملة ضد المتسللين غير
الشرعيين".
ونقل
التقرير عنه قوله في 8 يوليو/تموز الجاري: "إذا كان لدى أي أحد مشكلة مع
إزالة 350 بنغاليًا غير شرعي، فعليه أن يتحمّل ذلك"، في تصريح يُنظر
إليه على أنه تحدٍ مباشر للمنتقدين، ورفض لأي اعتراض على السياسات الإقصائية.
آلاف الأسر المشردة واحتجاجات شعبية
بحسب
صحيفة "سكرول" الهندية، أدت حملات الإخلاء خلال الشهر الماضي وحده في
أربع مقاطعات بآسام إلى تشريد نحو 3500 أسرة، معظمها من المسلمين
البنغاليين.
ويواصل
المتضررون، الذين فقدوا منازلهم ومصادر رزقهم، تنظيم احتجاجات تندد بالتهجير
القسري وتطالب بوقف "التمييز الديموغرافي الممنهج"، لكن السلطات تواصل
تجاهل هذه التحركات.
خلفية سياسية وتحول أيديولوجي
يُذكر
أن هيمانتا بيسوا سارما كان في السابق عضوًا في حزب المؤتمر الوطني الهندي، قبل أن
ينضم عام 2015 إلى حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي. ومنذ ذلك الحين، صعد نجمه
كأحد أبرز السياسيين المعادين للمسلمين في الهند.
ويُتهم
سارما باستخدام خطاب التحريض والكراهية لكسب دعم التيار الهندوسي المتشدد، من خلال
شيطنة المسلمين، ووصمهم بـ"المتسللين غير الشرعيين"، وتبرير حملات
الإخلاء والتهجير ضدهم.
(المصدر:
وكالات)