البحث

التفاصيل

أنس الشريف… شهيد الكلمة

الرابط المختصر :

أنس الشريف… شهيد الكلمة

بقلم: أسماء غوشة

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

 

وأنا اتأمل في ملامحكم منذ الأمس أعلم أنكم تشعرون أن هنالك خطب عظيم، ولكنكم لا تملكون التعبير، فعيونكم وملامح أجسامكم تحكي الكثير الكثير، أعلم أنكم ستكبرون.

سيكبر «صلاح وشام أنس الشريف»، نعم سيكبرون وهم يسمعون عن والدهم أكثرَ مما رأوه، يحاولون أن يجمعوا ملامح والدهم من سيرة كلِّ من عرفه، ربما لا يدركون ما معنى أن يكبر الإنسان بلا أب، لكنَّ الأيام ستثبت لهم أن أباهم لم يغيب، بل كان حاضرًا في ذاكرة كل شريف، كان نبراسًا لكل شاب أراد أن يعرف معنى الرجولة على الرغم من صغر عمره، لقد ترك لكم والدكم ميراثًا أعظم من المال، ترك لكم السمعة الطيبة والأثر المبارك، وهذا كفيل بأن يجعلكم رافعي الرأس منتصبي القامة لا تكسركم كلمة ولا يهزكم ألم نفسي.

وصدق الله حين قال: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ [سورة النساء: 9]،

لقد عاش والدكم على تقوى الله وقال قولًا سديدًا، بل واستشهد من أجل كلماته السديدة التي زلزلت أمن الكيان، فهنيئًا له ولكم،

أما والدتكم فلا أدري ماذا سأقول لها، فمن أعظم ابتلاءات الدنيا أن تفقد المرأة زوجها الذي كان رجلًا لها لا عليها، أن تفقد السند، أن تفقد الأمان في نهارها، أن تفقد الطمأنينة في ليلها، أن تتخبط في وحدتها بلا أُنس ولا أنس ولا ونس،

نعم لقد كان لزوجك أكبر النصيب من اسمه فهو أنس من الأُنس والوناسة وهو شريف من الشرف والمروءة، وليس سهلًا على المرأة أن تفقد زوجًا بهذه الصفات،

لكن كل ذلك سيهون عليكِ عندما يأتي زوجك (أنسك) يوم القيامة ويطلب من ذي الجلال سبحانه أن يشفع لك لتكوني زوجته في الآخرة كما كنت زوجته في الدنيا، فهنيئًا لك بهذا الزوج، ورزقك الله الصبر لحين اللقاء.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ملحوظة: جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.


: الأوسمة


المرفقات

السابق
اعتداء عنصري على شابة مسلمة محجبة ضمن جرائم الكراهية والتمييز في كندا

مواضيع مرتبطة

البحث في الموقع

فروع الاتحاد


عرض الفروع